مؤلفون يحتجون أمام مقر ميتا في لندن!

في خطوة تعكس القلق المتزايد حول تأثير الذكاء الاصطناعي على حقوق الملكية الفكرية، نظّم عدد من المؤلفين تظاهرة أمام مقر شركة “ميتا” في لندن، اعتراضًا على استخدام أعمالهم الأدبية في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي دون إذن منهم.
وهذه التظاهرة تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحولًا رقميًا سريعًا وتوسعًا كبيرًا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات عدة، بما في ذلك الأدب والفنون.
الاحتجاجات: رفض سرقة الأعمال الأدبية
المؤلفون الذين شاركوا في التظاهرة عبّروا عن استيائهم من قيام الشركات التكنولوجية باستخدام أعمالهم الأدبية في تدريب الخوارزميات التي تعتمد عليها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأشاروا إلى أن هذه الأعمال تُستخدم بدون إذن مسبق أو تعويض مالي، وهو ما يعرض حقوقهم الأدبية للانتهاك.
ويشعر الكتاب أن استغلال أعمالهم بهذه الطريقة يحرمهم من الحصول على الأجر المناسب أو الاعتراف بجهودهم الإبداعية.
التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي على الصناعات الإبداعية
تتسارع التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، ويُستخدم هذا التكنولوجيا الآن بشكل متزايد لتوليد النصوص والأدب والفنون.
بينما يُعتبر هذا التقدم في التكنولوجيا إيجابيًا في كثير من المجالات، إلا أن الكثير من الكتاب والفنانين يشعرون بالقلق من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستبدل الإبداع البشري في بعض المجالات.
وتعد هذه التظاهرة محاولة من المؤلفين للفت الانتباه إلى هذه القضية والضغط على الشركات التكنولوجية لوضع حدود واضحة للاستخدام الأخلاقي للتقنيات الحديثة.
المطالب القانونية للمحتجين
أحد المطالب الرئيسية التي قدمها المحتجون هو ضرورة فرض قوانين تنظيمية صارمة تحمي حقوق المؤلفين في العصر الرقمي.
ويرون أن القوانين الحالية لا تواكب التطور السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي، وأنه يجب على الشركات التكنولوجية مثل “ميتا” الحصول على إذن من المؤلفين قبل استخدام أعمالهم في تدريب الأنظمة الذكية.
كما طالبوا بأن يتم تعويضهم بشكل عادل عن استخدام أعمالهم في هذه التقنيات، مع ضمان أن يكون هناك احترام لحقوق الملكية الفكرية في كافة مراحل استخدام الذكاء الاصطناعي.
الذهاب إلى أبعد من الحقوق القانونية: مطالبة بالاعتراف بالإبداع البشري
بالإضافة إلى المطالب القانونية، يشدد المؤلفون على أهمية الاعتراف بالإبداع البشري في هذا العصر التكنولوجي. ويرون أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون أداة مساعدة وليست بديلاً عن الإبداع الشخصي.
ويُعتبر هذا الموقف دعوة للحفاظ على هوية الإبداع البشري وتقديره في مجتمع يعترف بالقيمة الفكرية والفنية للمؤلفين والفنانين.