أخبار الإنترنت

5 تغييرات كبرى متوقعة من آبل في مؤتمر المطورين القادم

5 تغييرات كبرى متوقعة من آبل في مؤتمر المطورين القادم

تستعد شركة آبل للكشف عن باقة من الابتكارات والتحديثات المنتظرة خلال مؤتمرها السنوي للمطورين (WWDC)، والذي يعدّ أحد أكثر الأحداث ترقّباً في عالم التكنولوجيا. هذا المؤتمر ليس مجرد منصة لاستعراض تحديثات الأنظمة، بل يُعد بمثابة خارطة طريق تحدد توجهات آبل للعام القادم. في ظل المنافسة الشرسة مع عمالقة التقنية مثل غوغل ومايكروسوفت وسامسونغ، يُنتظر من آبل أن تكشف عن مفاجآت تقنية ترفع السقف مجددًا، وتعيد تعريف مفهوم المستخدم للتكنولوجيا.

في هذا المقال، نرصد خمسة تحديثات ضخمة يُتوقع أن تكشف عنها آبل في مؤتمرها المقبل، بناءً على تحليلات السوق، وملامح التحضيرات، وتسريبات موثوقة. وسنغوص في عمق كل ميزة متوقعة، لنرسم صورة واقعية – وربما مبهرة – لما يمكن أن ينتظر المستخدمين والمطورين حول العالم.

أولاً: نظام iOS 18 – قفزة ثورية مدفوعة بالذكاء الاصطناعي

ربما الحدث الأبرز في المؤتمر سيكون نظام iOS 18، والذي يُشاع أنه سيكون التحديث الأضخم في تاريخ نظام التشغيل لأجهزة آيفون. تشير التوقعات إلى أن آبل تعتزم دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) بشكل أوسع وأكثر تفاعلية داخل النظام، ليس فقط في “سيري”، بل في تجربة الاستخدام اليومية.

التحسينات المتوقعة:

سيري جديدة كليًا: ستحصل سيري على تحديثات تجعلها أقرب للمساعد الشخصي الذكي، مع قدرات على تحليل النصوص، وإنشاء رسائل، وجدولة الاجتماعات، بل وحتى فهم السياق داخل التطبيقات المختلفة.

تحرير النصوص بالذكاء الاصطناعي: إمكانية توليد نصوص واقتراحات تلقائية داخل التطبيقات مثل البريد، والملاحظات، وصفحات الويب.

أدوات خصوصية مدعومة بالذكاء الاصطناعي: من المتوقع أن تتيح آبل للمستخدمين أدوات ذكاء اصطناعي تعمل محليًا على الجهاز لضمان الخصوصية التامة.

إذا صدقت التوقعات، فإن iOS 18 لن يكون مجرد تحديث، بل تحول جذري في طريقة تفاعل المستخدم مع هاتفه.

ثانيًا: واجهات Vision Pro – توسيع حدود الواقع المختلط

منصة Vision Pro، نظارة الواقع المختلط الثورية من آبل، لا تزال في بداياتها، لكن من المؤكد أن الشركة ستسلط الضوء على مستقبلها خلال WWDC. تشير الأنباء إلى أن آبل ستقدم تحديثًا للنظام المخصص لها، visionOS، يضيف إمكانيات برمجية غير مسبوقة للمطورين.

التوقعات تشمل:

دعم أكبر للتطبيقات ثلاثية الأبعاد: تمكين المطورين من إنشاء تجارب واقع معزز أكثر تفاعلية في مجالات مثل التعليم، الطب، والهندسة.

تكامل أعمق مع أنظمة آبل الأخرى: مما يعني أنه يمكن استخدام نظارة Vision Pro لمتابعة مكالمات فيس تايم، عرض مستندات، وحتى التحكم في أجهزة المنزل الذكي.

تحسينات على تجربة المستخدم: من خلال أدوات تحكم ذكية بالعين والصوت، وتفاعلات أكثر سلاسة واستجابة.

الرؤية التي تضعها آبل هنا تتجاوز مجرد منتج… إنها منصة كاملة لإعادة تعريف العمل والترفيه والتعليم.

ثالثًا: macOS 15 – ذكاء، سرعة، وتكامل أعمق

إذا كان iOS سيحصل على دفعة قوية، فلا شك أن نظام macOS سيكون له نصيب من الكعكة كذلك. النظام الجديد والذي قد يحمل اسمًا مستوحى من أحد معالم كاليفورنيا كما جرت العادة يتوقع أن يقدم حزمة تحديثات تستهدف الإنتاجية وسلاسة الاستخدام.

أبرز ما يُتوقع:

تجربة موحدة أكثر مع iOS: واجهات متقاربة، تكامل بين تطبيقات مثل الرسائل والصور، ومشاركة سلسة بين الأجهزة.

ذكاء اصطناعي لتحسين سير العمل: مثل اقتراحات كتابة، وملخصات فورية للمستندات الطويلة، وحتى أدوات لتنظيم المشاريع.

تحسينات على الأداء والأمان: تقنيات جديدة لتحسين استهلاك الطاقة وتوفير مستويات غير مسبوقة من الأمان ضد البرمجيات الخبيثة.

هذه التحسينات ستكون بمثابة دفعة قوية للمستخدمين المحترفين الذين يعتمدون على أجهزة ماك في أعمالهم اليومية.

رابعًا: فتح الأبواب أمام متاجر التطبيقات الخارجية في أوروبا

في سابقة تاريخية، قد تعلن آبل رسميًا عن فتح الباب أمام المستخدمين الأوروبيين لتثبيت التطبيقات من خارج متجر App Store، استجابة لقوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة المعروفة باسم “قانون الأسواق الرقمية” (DMA).

ماذا يعني ذلك؟

المطورون سيحصلون على حرية أكبر في التوزيع: مما قد يؤدي إلى تخفيض في أسعار التطبيقات، وتحفيز الابتكار.

آبل ستقدم أدوات لحماية المستخدم: من خلال ضمان أمان التطبيقات الخارجية ومراقبتها دون التدخل في عمليات الدفع.

مستخدمو آيفون سيعيشون تجربة أقرب لنظام أندرويد: مع إمكانية تخصيص أوسع وتحكم أكبر في التطبيقات المثبتة.

هذه الخطوة قد تكون بداية تحول استراتيجي في سياسة آبل، ليس فقط في أوروبا، بل حول العالم لاحقًا.

خامسًا: طفرة في تطوير التطبيقات باستخدام Swift و Xcode

أبل لم تنسَ قلب الحدث – المطورين أنفسهم. من المتوقع أن تعلن عن تحديثات كبرى لأدوات التطوير، تجعل برمجة التطبيقات أسهل، أسرع، وأكثر فاعلية. لغة Swift ستحصل على تحسينات في الأداء والبنية، بينما Xcode سيحظى بتحديثات في تجربة التصميم والاختبار.

الابتكارات المتوقعة:

بيئة تطوير تعتمد على الذكاء الاصطناعي: مثل تقديم اقتراحات فورية للكود، وتصحيح الأخطاء تلقائيًا، وتحليل الأداء اللحظي.

محاكيات أسرع وأكثر واقعية: لتجربة التطبيقات بدقة على مختلف أجهزة آبل.

تكامل مع Git وواجهات التصميم: لتسهيل التعاون بين فرق البرمجة والتصميم.

هذا يعني أن بناء تطبيقات آبل سيصبح أقرب ما يكون إلى الفن، مدعومًا بالذكاء والدقة.

ختامًا: ماذا تعني هذه التحديثات لمستقبل آبل والمستخدمين؟

ما تفعله آبل ليس مجرد تحسينات شكلية أو ترقيات دورية. الشركة تعمل على هندسة تجربة استخدام متكاملة ومدعومة بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يجعلها تمضي بخطى واثقة نحو عالم تتلاقى فيه الأجهزة والبرمجيات بسلاسة غير مسبوقة.

وإذا كانت هذه التوقعات صحيحة – أو حتى نصفها فقط – فإننا على موعد مع مؤتمر سيشكل نقطة تحول جديدة في علاقة الإنسان بالتكنولوجيا. ليس فقط من خلال ما نراه على الشاشة، بل من خلال الطريقة التي نفكر بها وننتج ونتواصل.