هاتف بوجه اقتصادي: سامسونغ تخطو خطوة جريئة لتقليص كلفة Galaxy Z Flip 7

في خطوة مثيرة قد تغيّر معادلة الهواتف القابلة للطي، تتجه سامسونغ إلى اعتماد استراتيجية جديدة كليًا في تطوير Galaxy Z Flip 7، الجيل المنتظر من سلسلة هواتفها القابلة للطي التي أصبحت أيقونة في فئة الفئة الممتازة. هذه الخطوة، التي وصفتها تقارير تقنية داخلية بـ”التحول الجريء”، تهدف إلى خفض تكلفة الإنتاج النهائية، دون المساس بجودة الهاتف أو هيبته التكنولوجية.
وبينما تهيمن سامسونغ على سوق الهواتف القابلة للطي عالميًا، فإن المنافسة المتزايدة من شركات صينية مثل Huawei، Oppo وMotorola، دفعتها إلى إعادة التفكير في تركيبة المواد والمكونات الداخلية لمنتجاتها المستقبلية.
مكونات أقل تكلفة… ولكن ليست أقل كفاءة
أحد المحاور الأساسية التي تعمل عليها سامسونغ هو إعادة تصميم المفصلة، وهي الجزء الأكثر تعقيدًا وكلفة في الهواتف القابلة للطي. تفيد تسريبات من خطوط الإنتاج بأن الشركة تختبر حالياً مفصلة جديدة أقل تعقيداً ميكانيكيًا، مبنية على عدد أقل من الأجزاء المتحركة. وهذا من شأنه تقليل التكاليف بشكل ملحوظ، إلى جانب تعزيز متانة المفصلة نفسها وتقليل احتمالات الأعطال الميكانيكية.
من جهة أخرى، تعمل سامسونغ على استخدام زجاج UTG (Ultra Thin Glass) أقل سماكة وأكثر مرونة، مما يُسهم في خفض سعر المادة الخام دون أن يؤثر ذلك على تجربة الطي أو جودة الشاشة الداخلية.
شاشة خارجية أصغر ولكن أذكى
في حين أن الشاشات الخارجية أصبحت عامل جذب في سلسلة Flip، فإن Galaxy Z Flip 7 قد يأتي بشاشة خارجية أصغر حجمًا من الجيل السابق، ولكنها ستكون مدعومة بذكاء اصطناعي جديد قادر على التكيف مع الاستخدامات اليومية، مثل الردود الذكية، وأوامر التخصيص السريع، والإشعارات التفاعلية.
هذا التوجه يخدم غرضًا مزدوجًا: خفض كلفة الشاشة الخارجية، وتقليل استهلاك البطارية، مما يساعد في إطالة عمر الاستخدام اليومي دون الحاجة لزيادة حجم البطارية.
تقنيات معالجة جديدة ومبتكرة
رغم محاولات خفض التكلفة، فإن سامسونغ لا تنوي التنازل عن الأداء، بل بالعكس، تُخطط لتضمين معالج جديد من فئة Snapdragon من السلسلة الاقتصادية العليا أو معالج خاص بها من Exynos، تم تطويره بدقة تصنيع متناهية قد تصل إلى 3 نانومتر، لضمان الكفاءة العالية في الأداء مع استهلاك طاقة أقل.
وقد تكون هذه أول مرة تعتمد فيها سامسونغ على معالجات بتكلفة أقل لكن ذات أداء متزن في فئة هواتفها القابلة للطي، وهو ما يعد بمفاجآت في اختبارات الأداء والسعر النهائي للهاتف.
تصميم بلاستيكي فاخر؟
تُدرس فكرة إطلاق نسخة بمادة خارجية تعتمد على البوليكربونات عالي الجودة بدلاً من الألمنيوم والزجاج في النسخ الأعلى، ما يُقلل التكلفة الإجمالية دون أن يعطي شعورًا رخيصًا للمستخدم. ويبدو أن سامسونغ تعمل بذكاء على توفير تجربة “ممتازة بسعر أقل”، تمهيدًا لإتاحة فئة جديدة من المستخدمين الذين يرغبون في تجربة الهواتف القابلة للطي دون أن يدفعوا أسعارًا فلكية.
هل سنشهد نسخة “Flip Lite” لأول مرة؟
التوجه الجديد دفع البعض للتكهن بأن Galaxy Z Flip 7 قد لا يأتي كنموذج واحد فقط، بل قد تطلق سامسونغ نسخة فرعية تحمل اسم Flip 7 Lite، وهو ما قد يُعيد إلى الأذهان استراتيجية آبل حين قدمت iPhone SE بتقنيات حديثة وسعر مناسب.
النسخة المحتملة قد تأتي بشاشة داخلية فقط، أو بدون كاميرا فائقة التطور، وتكتفي بإعدادات أساسية للمستخدمين الذين يبحثون عن شكل فاخر وتقنية طي، دون التركيز الكبير على الكاميرات أو الصوت أو حتى التصميم المعدني.
هل هذا يعني أننا على مشارف طفرة سعرية؟
بحسب مصادر داخلية في مصانع سامسونغ، فإن الشركة تهدف إلى تقليل التكلفة الإجمالية لكل وحدة من Z Flip 7 بنسبة تتراوح بين 15% و20% مقارنة بسلفه Z Flip 6. هذا الانخفاض قد يُترجم إلى سعر مبدئي أقل بـ 200 إلى 300 دولار أمريكي تقريبًا، مما يجعل الهاتف في متناول شريحة أوسع من المستخدمين.
الذكاء الاصطناعي حاضر لتقليل التكاليف أيضاً
واحدة من مفاجآت Galaxy Z Flip 7 هي استخدام الذكاء الاصطناعي ليس فقط داخل الهاتف، بل في عملية الإنتاج نفسها. سامسونغ بدأت منذ العام الماضي في تجريب خوارزميات ذكاء اصطناعي في:
- تحسين كفاءة تجميع الأجزاء في خطوط الإنتاج.
- الكشف المبكر عن العيوب.
- تحسين عملية اختبار الجودة (QC).
وهذا يعني تقليل نسبة الهدر، وزيادة الكفاءة، وخفض التكاليف الصناعية بطريقة غير تقليدية.
خلاصة: سامسونغ تعيد رسم معالم سوق الطي
تحاول سامسونغ من خلال Galaxy Z Flip 7 أن توصل رسالة واضحة: التقنية ليست حكرًا على الأغنياء. ومع أنها لن تتخلى عن إصداراتها الفاخرة، فإنها بدأت تسير نحو تمكين مستخدمين جدد من اقتناء هاتف قابل للطي دون أن يضطروا إلى التضحية بكل مدخراتهم.
هذه الخطوة ليست مجرد تحوّل تقني، بل استراتيجية اقتصادية تسعى بها سامسونغ لمواجهة التحديات المقبلة، خاصة مع دخول لاعبين جدد على ساحة الهواتف القابلة للطي.