الذكاء الإصطناعي

جوجل تُحدث ثورة في تحرير الصور: أدوات ذكاء اصطناعي متقدمة تصل إلى Google Photos وGemini

في نقلة نوعية تؤكد بها ريادتها في الذكاء الاصطناعي، أعلنت “جوجل” عن إتاحة مجموعة من أدوات تعديل الصور المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بشكل مجاني لملايين المستخدمين حول العالم. الخطوة لم تأتِ على استحياء، بل جاءت لتقول بصوت واضح: تحرير الصور لم يعد حكرًا على المحترفين.

بينما كان تعديل الصور في السابق يتطلب خبرات فوتوشوب وأجهزة قوية، أصبح اليوم بفضل “جوجل” متاحًا لأي شخص يحمل هاتفًا ذكيًا، بفضل أدوات ذكية تفهم نوايا المستخدم وتنفذها بدقة تامة.

تحرير ذكي… بلمسة ساحر

الأداة الأبرز هي Magic Editor، التي كانت في السابق محصورة على هواتف Pixel، لكنها الآن تشق طريقها إلى تطبيق Google Photos لكل من يملك جهازًا يعمل بنظام Android 8 أو iOS 15 فما فوق. بمجرد تحميل الصورة، يمكن للمستخدم تغيير الخلفية، تحريك العناصر، تعديل الإضاءة، أو حتى إزالة أي تشويش بصري – كل ذلك ببساطة خيالية.

فبدلًا من سؤال المصمم: “هل يمكنك إزالة الشخص في الخلفية؟”، بات بإمكانك فقط تحديده، وسيختفي وكأن شيئًا لم يكن. الأمر أشبه بوجود مصمم داخلي في جيبك، لا يطلب أجرًا ولا يأخذ وقتًا.

Magic Eraser: الممحاة السحرية التي كنا ننتظرها

من أكثر الأدوات التي أثارت إعجاب المستخدمين أداة Magic Eraser. تخيّل أنك التقطت صورة رائعة، لكن ظهر في الخلفية كلب عابر أو طفل يلعب. ما عليك سوى النقر عليه… وسيختفي!

هذه الأداة ليست مجرد حذف، بل تعيد بناء الخلفية بشكل منطقي وسلس، وكأن العنصر لم يكن موجودًا أصلًا. إنها ليست ممحاة فقط، بل ممحاة ذكية تفهم السياق وتكمل الفراغ بشكل إبداعي.

Gemini يدخل على الخط: عدّل صورك بالأوامر النصية!

لم تكتفِ جوجل بتحسين Google Photos فقط، بل وسّعت قدرات مساعدها الذكي Gemini ليشمل إمكانيات تحرير الصور. تخيل أن تكتب:
“غيّر السماء إلى مشهد غروب برتقالي”
أو
“اجعل القميص أزرق بدلًا من الأحمر”
ويقوم Gemini بتنفيذ الأوامر فورًا!

هذه الخطوة تقرّبنا من عالم تحرير بصري قائم على اللغة الطبيعية، حيث يصبح الإبداع مجرد حوار بينك وبين الذكاء الاصطناعي.

Photo Unblur: وداعًا للصور المهزوزة

كم مرة التقطت صورة جميلة ولكنها خرجت ضبابية؟ الآن بفضل أداة Photo Unblur، أصبح من الممكن استعادة الوضوح والتفاصيل بدقة مدهشة. هذه الأداة تستخدم نماذج تعلم عميق لفهم المشهد وتخمين البنية الأصلية، ما ينتج صورة واضحة كما لو تم التقاطها بكاميرا احترافية.

ميزة Portrait Light: إضاءة مثالية بعد التقاط الصورة

حتى إذا التُقطت صورتك في إضاءة سيئة، فإن ميزة Portrait Light تتيح لك تحسين الإضاءة يدويًا، بإضافة لمسة من الضوء على وجهك أو أجزاء معينة من الصورة لتبرز الملامح وتوازن السطوع بطريقة طبيعية.

جوجل تعيد تعريف مفهوم الإعلانات البصرية

المفاجأة الأكبر قد تكون في عالم التسويق الرقمي. فقد أتاحت جوجل أدوات تعديل الصور بالذكاء الاصطناعي داخل منصة الإعلانات Google Ads. يستطيع المسوقون الآن إنشاء صور جديدة بناءً على وصف نصي، أو تعديل صورهم الحالية لتتناسب مع حملاتهم – دون الحاجة لمصممين أو استوديوهات!

مثال على ذلك: يمكنك أن تكتب “امرأة تبتسم وهي تحمل منتج تجميلي على خلفية وردية”، وسيتولّى الذكاء الاصطناعي إنشاء الصورة لك بدقة مذهلة.

الذكاء الاصطناعي ليس للخبراء فقط

أحد أجمل ما قدمته جوجل هو كسر فكرة أن الذكاء الاصطناعي أدوات معقدة موجهة للخبراء فقط. العكس تمامًا. التحديثات الأخيرة تهدف إلى جعل كل مستخدم عادي يشعر وكأنه يمتلك استوديو تصميم خاص به، دون خبرة أو أدوات باهظة.

التحرير لم يعد مجرّد “فلاتر”، بل أصبح عملية إبداعية ذكية تفهمك وتتجاوب معك.

هل نحن أمام مستقبل بدون فوتوشوب؟

ربما لن يستغني المحترفون عن برامج مثل فوتوشوب في المهام المعقدة، ولكن المؤكد هو أن جوجل وضعت قدمها بقوة في ساحة التحرير اليومي، ونجحت في جعل تجربة تعديل الصور الذكية في متناول الجميع.

ومع تسارع التطورات، ليس من المستبعد أن نرى قريبًا تطبيقًا من جوجل ينافس فوتوشوب مباشرةً، أو ربما يستبدله لمن لا يحتاج لتعقيداته.

الخلاصة: جوجل تغيّر اللعبة

ما فعلته جوجل لا يُعد مجرد تحديث في تطبيق الصور. إنه تغيير كامل في طريقة تفكيرنا تجاه تحرير الصور. لقد وضعت الذكاء الاصطناعي في جيب المستخدم، وجعلته متعاونًا مبدعًا يسهل كل شيء.

سواء كنت مصورًا هاويًا أو محترفًا أو حتى مستخدمًا عادياً يريد فقط “تحسين صور العطلة”، فأنت الآن تملك أدوات أقوى مما كان يمتلكه مصممو الغرافيك قبل سنوات.

إنها ليست نهاية الإبداع البشري، بل بداية تعاون جديد بين الإنسان والآلة… تعاون أكثر ذكاءً، وأقل تكلفة، ونتائجه مبهرة.